في ظلّ مقفرة غبراء مظلمة ... يطيل تحت الثّرى في عنقها اللّبثا
تجهّزي بجهاز تبلغين به ... يا نفس قبل الرّدى، لم تخلقي عبثا
أنشد حرميّ بن الهيثم لعمر بن عبد العزيز: من الطويل
ولا خير في عيش امرئ لم يكن له ... مع الله في دار القرار نصيب
فإن تعجب الدّنيا أناساً فإنّها ... متاع قليل والزّوال قريب
قال ابن المبارك: كان عمر بن عبد العزيز يقول: من الطويل
تسرّ بما يبلى وتفرح بالمنى ... كما اغترّ باللّذات في النّوم حالم
نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والرّدى لك لازم
وسعيك فيما سوف تكره غبّه ... كذلك في الدّنيا تعيش البهائم
وزاد في رواية:
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم ... وكيف يطيق النّوم حيران هائم
فلو كنت يقظان الغداة لخرّقت ... مدامع عينيك الدّموع السّواجم
قال وهيب بن الورد العابد: كان عمر بن عبد العزيز كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات: من الطويل
يرى مستكيناً وهو للهو ماقت ... به عن حديث القوم ما هو شاغله
وأزعجه علم عن الجهل كلّه ... وما عالم شيئاً كمن هو جاهله
عبوس عن الجهّال حين يراهم ... فليس له منهم خدين يهازله
تذكّر ما يبقى من العيش آجلاً ... فأشغله عن عاجل العيش آجله
أنشد أبو يزيد المؤدّب لعمر بن عبد العزيز: من الوافر
وغرّة مرّة من فعل غرّ ... وغرّة مرّتين فعال موق