وروى أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ ".
قال ابن سعد: كان شيخاً كبيراً في عهد النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال: أسلم قديماً، وصحب النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد معه المشاهد، وكان أول من ألحق قضاعة باليمن؛ فقال في ذلك بعض البلويّين: لا تهلكوا في لجّة عمرو يعني لجاجه وولده بدمشق.
قال أبو سعيد: بدمشق داره ناحية باب توما، ولده بها، مات بالشام في خلافة عبد الملك.
قال البغويّ: سكن مصر، وقدم دمشق على معاوية.
وقال ابن مندة: سكن فلسطين.
قال عمرو بن مرّة الجهنيّ: خرجنا حجّاجاً في الجاهلية في جماعة من قومي، فرأيت في المنام وأنا بمكة نوراً ساطعاً من الكعبة حتى أضاء لي جبل يثرب وأشعر جهينة، وسمعت صوتاً في النّور وهو يقول: انقشعت الظّلماء، وسطع الضّياء، وبعث خاتم الأنبياء؛ ثم أضاء لي إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن؛ وسمعت صوتاً في النّور وهو يقول: ظهر الإسلام، وكسرت الأصنام، ووصلت الأرحام. قال: فانتبهت فزعاً، فقلت لقومي: والله ليحدثنّ في هذا الحيّ من قريش حدث؛ وأخبرتهم بما رأيت. فلّما انتهينا إلى بلادنا جاء الخبر أن رجلاً يقال له أحمد قد بعث.
قال: فخرجت حتى أتيته، وأخبرته بما رأيت، فقال: " يا عمرو بن مرّة، أنا النّبيّ