قال عون بن عبد الله: إن من كان قبلنا كانوا يجعلون لدنياهم ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم، تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم.
كان عون بن عبد الله يقول: اليوم المضمار وغداً السباق، وللسبقية الجنة وللغاية النار فبالعفو تنجون وبالرحمة تدخلون الجنة، وبالأعمال تقتسمون المنازل.
قيل لعون بن عبد الله: ما أنفع أيام المؤمن له؟ قال: يوم يلقى ربه فيعلمه أنه عنه راضٍ؛ قالوا: إنما أردنا من أيام الدنيا، قال: إن من أنفع أيامه له في الدنيا ما ظن أنه لا يدرك آخره.
قال عون بن عبد الله: الخير الذي لا شر فيه، الشكر مع العافية، والصبر عند المصيبة؛ فكم من منعمٍ عليه غير شاكر، ومبتلي غير صابر.
قال محمد بن سوقة: مررت مع عون بن عبد الله بالكوفة على قصر الحجاج، فقلت: لو رأيت ما نزل بنا هاهنا زمن الحجاج! فقال: مررت كأنك لم تدع إلى ضرمسك؛ ارجع فاحمد الله واشكره، ألم تسمع إلى قوله:" مر كأن لم يدعنا إلى ضرمسة ".
قال عون بن عبد الله: فواتح التقوى حسن النية، وخواتمها التوفيق؛ والعبد فيما بين ذلك بين هلكاتٍ وشبهاتٍ؛ ونفسٍ تحطب على شلوها، وعدو يكيد غير غافل ولا عاجز؛ ثم قرأ:" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ".