قال عون بن عبد الله بن عتبة: سألت أم الدرداء: ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء؟ قالت: التفكر والاعتبار.
قالت أم الدرداء: وقد قيل لها: ما كان أكثر عمل أبي الدرداء يا أم الدرداء؟ فقالت: التفكر، قالت: نظر يوماً إلى ثورين يخدان في الأرض، مستقلين بعملهما، إذ عنت أحدهما، فقام الآخر. فقال أبو الدرداء: في هذا تفكر، استقلا بعملهما واجتمعا، فلما عنت أحدهما قام الآخر، كذلك المتعاونان على ذكر الله عز وجل.
كان أبو الدرداء يقول: من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر ولهم بذلك أجر، ومن الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير وعليهم بذلك إصر؛ وتفكر ساعةٍ خيرٌ من قيام ليلة.
قيل لأبي الدرداء وكان لا يفتر من الذكر: كم تسبح يا أبا الدرداء في كل يوم؟ قال: مئة ألف إلا أن تخطئ الأصابع.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم، فأخذ عوداً يابساً فحط ورقة ثم قال: إن قول لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله يحط الخطايا كما يحط ورق هذه الشجرة، خذهن يا أبا الدرداء قبل أن يحال بينك وبينهن، فإنهن الباقيات الصالحات، وهن من كنوز الجنة. فقال أبو سلمة: فكان أبو الدرداء إذا ذكر هذا الحديث، لأهللن الله، ولأكبرن الله، ولأسبحن الله، حتى إذا رآني جاهلٌ حسب أني مجنون.
قال مكحول: نزل سلمان بأبي الدرداء، فلما كان في ليلة الجمعة، تعشى أبو الدرداء وصلى ونام بثيابه، فقال سلمان لأم الدرداء: أنبهيه، قالت: إنه ليس ينزع ثيابه ليلة الجمعة. فأنبهه سلمان فقال: ألا تنزع ثيابك؟ قال: إني أريد أن أقوم أصلي ليلتي. قال: إن لعينك