قال المصنف: وهذا من عمر لم يكن على وجه الاتهام لهم، وإنما أراد إقلالهم للرواية لئلا يشتغل الناس بما يسمعونه منهم عن تعلم القرآن. وقد روي عن أبي الدرداء في تحرزه في الرواية أنه كان إذا حدث الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم إلا هكذا فشكله.
وعن خالد بن معدان قال: قال أبو الدرداء: الدنيا ملعونة؛ ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما أوى إليه؛ والعالم والمتعلم في الخير شريكان، وسائر الناس همجٌ لا خير فيهم.
قال أبو الدرداء: لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: منصتٍ واعٍ، أو متكلمٍ عالم.
وعن أبي الدرداء قال: مالي أرى علماءكم يذهبون وأرى جهالكم لا يتعلمون! تعلموا، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس؛ مالي أراكم تحرصون على ما تكفل لكم به وتباطؤون عما أمرتم به! وعن أبي الدرداء قال: لا تكون عالماً حتى تكون متعلماً ولا تكون بالعلم عالماً حتى تكون به عاملاً.
وعن بي الدرداء: إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي: قد علمت، فماذا عملت فيما علمت؟ وعن أبي الدرداء قال: ويل للذي لا يعلم مرةً، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات.