يداوي، فإن كنت تبرئ فنعم مالك، وإن كنت متطبباً فاحذر أن تقتل إنساناً فتدخل النار. وكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه، نظر إليهما فقال: ارجعا إلى أعيدا علي قصتكما.
وفي حديث بمعناه زيادة: وبلغني أنك اتخذت خادماً، وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن العبد لا يزال من الله، والله منه ما لم يخدم، فإذا خدم وجب عليه الحساب.
كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه: أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله والزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبتك فيما عنده، وأحبك الناس لتركك لهم دنياهم والسلام.
كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد: سلامٌ عليك أما بعد، فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله، فإذا أحبه الله حببه إلى عباده: وإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله، فإذا أبغضه الله، بغضه إلى عباده.
قال أبو الدرداء: إني لآمركم بالأمر وما أفعله، ولكن لعل الله أن يأجرني فيه.
زاد في آخر معناه: وإن أبغض الناس (إلي أن) أظلمه الذي لا يستعين علي إلا بالله.
وعن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أن عمر بعث إلى أبي الدرداء وابن مسعود وأبي مسعود فقال: ما هذا الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فحبسهم بالمدينة حتى مات.