الناس، فإذا رضيتم منهم، فليقم بها واحد وليخرج واحدٌ إلى دمشق والآخر إلى فلسطين.
فقدموا حمص فكانوا بها، حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين. فأما معاذ فمات عام طاعون عمواس؛ وأما عبادة فصار بعد إلى فلسطين فمات بها: وأما أب الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات.
قال راشد بن سعد: بلغ عمر أن أبا الدرداء ابتنى كنيفاً بحمص، فكتب إليه: أما بعد يا عويمر، أما كانت لك كفايةً فيما بنت الروم عن تزيين الدنيا، وقد أذن الله بخرابها؟ فإذا أتاك كتابي هذا فانتقل من حمص إلى دمشق. قال سفيان: عاقبه بهذا.
وكان عمر أمر أبا الدرداء على القضاء - يعني بدمشق - وكان القاضي يكون خليفة الأمير إذا غاب.
قال يحيى بن سعيد: استعمل أبو الدرداء على القضاء، فأصبح يهنئونه، فقال: أتهنئوني بالقضاء وقد جعلت على رأس مهواةٍ مزلتها أبعد من عدن أبين؟؟ ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدول رغبةً عنه وكراهية له؛ ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبةً فيه وحرصاً عليه.
كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي أن هلم إلى الأرض المقدسة؛ فكتب إليه سلمان أن الأرض لا تقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله؛ وقد بلغني أنك جعلت طبيباً