وتبغر العجوة، فقلت: لمن هذه؟ فقيل لي: لعبد الرحمن بن عوف؛ فانتظرته حتى خرج من القبة قال: ياعوف بن مالك، هذا ما أعطانا الله سبحانه بالقرآن، فلو أشرفت على هذه الثنية لرأيت ما لم تر عينك، ولسمعت ما لم تسمع أذنك، ولا يخطر على قلبك، أعده الله عز وجل لأبي الدرداء لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر.
وعن معاوية بن قرة قال: قال أبو الدرداء: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يعظم حلمك، ويكثر علمك، وأن تباري الناس في عبادة الله؛ وإذا أحسنت حمدت الله، وإذا أسأت استغفرت الله.
وعن أبي الدرداء أنه قال: لولا ثلاثٌ خلال لأحببت أن لا أبقى في الدنيا؛ فقلت: وما هن؟ فقال: لولا وضع وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار لحياتي؛ وظمأ الهواجر؛ ومقاعدة قومٍ ينتقون الكلام كما تنتقي الفاكهة، وتمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حراماً، حاجزاً بينه وبين الحرام. إن الله تبارك اسمه قد بين للعباد الذي هو مصيرهم إليه، قال الله عز وجل:" فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " فلا تحقرن شيئاً من الشر أن تتقيه، ولا شيئاً من الخير أن تفعله.
قال أبو الدرداء: لن تزالوا بخير ما أحببتم خياركم وما قيل بالحق فعرفتموه، فإن عارف الحق كعامله.
قال أبو الدرداء: ثلاثٌ من ملاك أمرك يا بن آدم: لاتشك مصيبتك؛ وأن لا تحدث بوجعك؛ وأن لا تزكي نفسك بلسانك.