للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أبو الدرداء يقول: ما أهدى إلي أخ هدية أحب إلي من السلام، ولا بلغني خبرٌ أعجب إلي من موته.

قيل لأبي الدرداء: ما تحب لصديقك؟ قال: يقل الله ماله وولده، ويعجل موته؛ قال: فما تحب لعدوك؟ قال: يكثر ماله وولده، ويطيل بقاؤه.

قال أبو الدرداء: ثلاثٌ أحبهن ويكرههن الناس: الفقر، والمرض، والموت.

وعن أبي ذر أو أبي الدرداء أنه قال: تولدون للموت وتعمرون للخراب، وتحرصون على ما يفنى، وتذرون ما يبقى ألا حبذا المكروهات الثلاث: الموت والمرض والفقر.

قال أبو الدرداء: أحب الفقر تواضعاً لربي، وأحب الموت اشتياقاً إلى ربي، وأحب المرض تكفيراً لخطيئتي.

حدث إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال:

إن نفراً من الجن تكونوا في صورة اإنس فأتوا رجلاً فقالوا: أي شيءٍ أحب إليك أن يكون لك؟ قال: الإبل، قالوا: أحببت الشقاء والعناء وطول البلاء تلحقك بالغربة وتبعدك من الأحبة. فارتحلوا من عنده فنزلوا بآخر فقالوا: أي شيئٍ أحب إليك أن يكون لك؟ قال: العبيد، قالوا: عز مستفاد، وغيظٌ كالأوتاد، ومال وبعاد. فارتحلوا فنزلوا على آخر فقالوا: أي شيءٍ أحب إليك أن يكون ذلك؟ قال: أحب الغنم، قال: أكل آكل ورفدة سائل، لا تملك في الحرب، ولا تلحقك بالنهب، ولا تنجيك من الكرب. فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا: أي شيءٍ أحب إليك أن يكون لك؟ قال: أحب الأصل، قالوا: ثلاث مئة وستون نخلة غنى الدهر، ومال الضح والريح. فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا: أي شيءٍ أحب إليك أن يكون لك؟ قال: أحب الحرث، قالوا: نصف العيش، حين

<<  <  ج: ص:  >  >>