كتب قيصر إلى عمر أن رسلي أتتني من قبلك فزعمت أن قبلكم شجرةً ليست بخليقة لشيء من الخير، تخرج مثل آذان الحمير، ثم تقق عن مثل اللؤلؤ ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذخٍ أكل، ثم تتشقق فتنتثر فتكون عصمةً للمقيم وزاداً للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة. فكتب إليه عمر: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم، إن رسلك قد صدقتك، هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أبتها الله تعالى على مريم عليها السلام حين نفست بعيسى ابنها، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلهاً من دون الله فإن " مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون، الحق من ربك فلا تكن من الممترين ".
قال: وبلغني أن من آدم إلى مولد المسيح عليه السلام خمسة آلاف وخمس مئة سنة ومن الطوفان إلى مولده ثلاثة آلاف ومئتان وأربع وأربعون سنة، ومن إبراهيم إلى مولده ألفان وسبع مئة وثلاث عشرة، ومنملك داود إلى مولده ألف وتسع وخمسون سنة، وولد في خمسةٍ وعشرين يوماً من كانون الأول، ومن رفع المسيح إلى هجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع مئة وثلاث وثلاثون سنة.
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما من بني آدم من مولودٍ إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها. ثم قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم " إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ".