للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى: لا تفعل إنه إن عاش كان شرا! قال الملك: ليس أبالي، أليس أراه؟ فلا أبالي ما كان؛ قال عيسى: فإن أحييته تتركوني أنا وأمي نذهب حيث نشاء، قال الملك: نعم. فدعا الله الغلام، فلما رآه أهل مملكته قد عاش تنادوا بالسلاح وقالوا: أكلنا هذا حتى إذا دنا موته يريد أن يستخلف علينا ابنه فيأكلنا كما أكلنا أبوه. فاقتتلوا.

وذهب عيسى وأمه، وصحبهما يهودي، وكان مع اليهودي رغيفان ومع عيسى رغيف، فقال له عيسى تشاركني؟ قال اليهودي: نعم. فلما رأى أنه ليس مع عيسى إلا رغيف ندم، فلما ناما جعل اليهودي يريد ان يأكل الرغيف أكل لقمة، قال له عيسى: ما تصنع؟ فيقول له: لا شيء، فيطرحها، حتى فرغ من الرغيف كله، فلما أصبحا قال له عيسى: هلم طعامك، فجاء برغيف فقال له عيسى: أين الرغيف الآخر؟ قال: ما كان معي إلا واحد، فسكت عنه؛ وانطلقوا فمروا براعي غنم، فنادى عيسى: يا صاحب الغنم، أجزرنا شاةً من غنمك، قال: نعم، أرسل صاحبك يأخذها، فأرسل عيسى اليهودي، فجاء بالشاة فذبحوها وشووها، ثم قال اليهودي: كل ولا تكسر عظماً؛ فاكلا، فلما شبعوا قذف عيسى العظام في الجلد، ثم ضربها بعصاه وقال: قومي بإذن الله. فقامت الشاة تثغو، فقال: يا صاحب الغنم، خذ شاتك، فقال له الراعي: من أنت؟ قال: أنا عيسى بن مريم. قال: أنت الساحر! وفر منه. قال عيسى لليهودي: بالذي أحيا هذه الشاة بعدها أكلناها، كم كان معك من رغيف؟ قال: فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد؛ فمر بصاحب بقر، فقال له: يا صاحب البقر، أجزرنا من بقرك هذه عجلاً، فقال: ابعث صاحبك يأخذخ. فقال: انطلق يا يهودي فجئ به. فانطلق فجاء به فذبحوه وشووه. وصاحب البقر ينظر، فقال له عيسى: كل ولا تكسر عظماً فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه وقال، قم بإذن الله؛ فقام، له خوار، فقال: يا صاحب البقر، خذ عجلك، قال: ومن أنت؟ قال: أنا عيسى بن مريم. قال: أنت الساحر! ثم فر منه. قال اليهودي: يا عيسى أحييته بعدما أكلناه! قال: يا يهودي، فبالذي أحيا هذه الشاة بعدها أكلناها، والعجل بعدما أكلناه كم كان معك من رغيف؟ قال: فحلف ما كان معه إلا رغيف

<<  <  ج: ص:  >  >>