للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأرزاقنا فأرسل السماء علينا مدرارا. فو الذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامةٌ من فيه حتى أرخت السماء عزاليها، وسقي الحاضر والباد.

وفي رواية: فقال له عيسى: ادع وأنا أؤمن. فدعا وأمن عيسى، فسقاهم الله.

وفي رواية: قال بل ادع أنت وأؤمن أنا. فدعا عيسى صلى الله على نبينا وعليه، وأمن الرجل، فما رجعوا حتى كادوا أن يدركهم الغرق.

قال الشعبي: كان عيسى بن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح، ويقول: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت.

وكان عيسى إذا سمع الموعظة صرخ صراخ الثكلى.

قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: كيف أصبحت يا روح الله؟ قال أصبحت وربي من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي، لا أملك ما أرجو، ولا أطيق دفع ما أكره، فأي فقيرٍ أفقر مني.

وعن جعفر بن برقان أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يقول: اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبح الأمر بيد غيري، وأصبحت مرتهناً بعمل، فلا فقير أفقر مني! اللهم لا تشمت بي عدوي ولا تسؤ بي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تسلط علي من لا يرحمني.

وعن يونس بن عبيد قال: كان عيسى بن مريم يقول: لا يصيب أحد حقيقة الإيمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>