قال: ما عملت شيئاً إلا أنه كانت معي فدرةً من خبز كانت بيدي، فمر علي مسكين، فأعطيته بعضها، فقال: بهذه منعت. أو قال: نجوت.
وعن بكر بن عبد الله المزني قال: فقد الحواريون نبيهم، فانطلقوا يطلبونه، فإذا هو قد انطلق نحو البحر، وإذا هو يمشي على الماء، فقال له رجل منهم: يا نبي الله! أجيء إليك؟ قال: نعم، فذهب يرفع رجلاً ويضع أخرى فإذا هو في الماء، فقال له عيسى: ناولني يدك يا قصير اليقين، فلو أن لابن آدم من اليقين قدر ذرةٍ لمشى على الماء.
وعن فضيل بن عياض قال:
قيل لعيسى بن مريم: يا عيسى بأي شيء تمشي على الماء؟ قال: بالإيمان واليقين، قالوا: فإنا آمنا كما آمنت، وأيقنا كما أيقنت، قال: فامشوا إذاً، قال: فمشوا معه، فجاء الموج فغرقوا، فقال لهم عيسى: مالكم، قالوا: خفنا الموج، قال: ألا خفتم رب الموج! قال: فأخرجهم ثم ضرب بيده الأرض فقبض بها ثم بسطها فإذا في إحدى يديه ذهب وفي الأخرى مدر أو حصى، فقال: أيهما أحلى في قلوبكم؟ قالوا: هذا الذهب قال فإنهما عندي سواء.
وعن ابن عباس قال: خرج عيسى بن مريم يستسقي بالناس، فأوحى الله عز وجل إليه: لا يستسقي معك خطاء. فأخبرهم بذلك فقال: من كان من أهل الخطايا فليعتزل، فاعتزل الناس كلهم إلا رجلاً مصاباً بعينه اليمنى، فقال له عيسى: مالك لا تعتزل؟ قال: يا روح الله! ما عصيت الله طرفة عين، ولقد التفت فنظرت بعيني هذه إلى قدم امرأةٍ من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها، ولو كنت نظرت إليها باليسرى لقلعتها. قال: فبكى عيسى حتى ابتلت لحيته بدموعه، ثم قال: فادع فأنت أحق بالدعاء مني، فإني معصومٌ بالوحي، وأنت لم تعصم ولم تعص. فتقدم الرجل فرفع يديه وقال: اللهم إنك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل أن تخلقنا، فلم يمنعك ذلك ألا تخلقنا، فكما خلقتنا وتكلفت