للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنتهم عن عيسى بن مريم فذلك قول الله عز وجل: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم " فأما الخنازير على لسان عيسى، وأما القردة فهم أهل أيلة الذين اعتدوا في السبت وهم على لسان داود.

وفي حديثٍ آخر بمعناه: عندما قال لهم: ليس شيء مما ترون عليها من طعام الدنيا ولا من طعام الآخرة، هي وما عليها شيء ابتدعه الله تعالى بالقدرة الغالبة، إنما قال كن فكان، فكلوا مما سألتم واحمدوا عليه ربكم يمدكم ويردكم فإنه القادر البديع لما يشاء، إذا شاء يقول له كن فيكون. قالوا: يا روح الله وكلمته! إن أريتنا اليوم آية من هذه السمكة، فقال عيسى: يا سمكة أحيي بإذن الله! فاضطربت السمكة طرية تدور عيناها، لها بصيص تلمظ بفيها كما يتلمظ السبع، وعاد عليها فلوسها، ففزع القوم! فقال عيسى: ما لكم تسألون الشيء فإذا أعطيتموه كرهتموه! ما أخوفني أن يعبدوا هذه السمكة! قال: عودي كما كنت بإذن الله. قال: فعادت مشويةً في حالها. قال: كن يا روح الله أول من يأكل ثم نأكل بعد، قال عيسى: معاذ الله بل يأكل من طلبها وسألها ... الحديث.

وعن عبد الرحمن بن زيد قال: كان وزير لعيسى ركب يوماً فأخذه السبع فأكله، فقال عيسى: أي رب! وزيري في ينك وعوني على بني إسرائيل وخليفتي فيهم، سلطت عليه كلبك فأكله، قال: نعم، كانت له عندي منزلةٌ رفيعة لم أجد عمله يبلغها فابتليته بذلك لأبلغه تلك المنزلة.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مر ثلاثة نفرٍ على عيسى بن مريم فقال: يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء الله؛ فراحوا عليه بالعشي عليهم حزم الحطب، فقال لهم: ألقوا، فألقوا، فإذا حيةٌ سوداء في حزمة الذي قال يموت إن شاء الله، فقال: ما عملت اليوم؟ قال: ما علمت شيئاً! قال لتخبرني،

<<  <  ج: ص:  >  >>