نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات " ثم إن عيسى سأل ربه أن يميتهم، فأماتهم بعد ثلاثة أيام؛ فما رأى أحدٌ من الناس لهم جيفةٌ في الأرض لأن العقوبة إذا نزلت من الله استأصلت، فنعوذ بالله من غضبه.
قالوا: وكان ذلك بين إيلياء وبين أرض الروم.
وفي رواية: فأكلوا، فصدر عنها سبعة آلاف شباعاً - وفي رواية اثنا هشر ألفاً - فكانت المائدة تنزل عليهم أربعين صباحاً، فعمد قومٌ منهم فخبنوا منه، فقال لهم الحواريون: لا تفعلوا فإنكم إن فعلتم عذبتم. وكان قومٌ منهم مداهنين فقال: دعوهم وما الذي يتخوفون عليهم، إنكاراً لما قالوا لهم، فقال الذين جهلوا: ما سمعتهم بساحرٍ يخرج في آخر الزمان يزرع من يومه ويحصد من يومه، ويطعم الناس من يومه فغضب الحواريون وغيروا عليهم، وسكت المداهنون؛ فانطلق الحواريون إلى عيسى فأخبروه بذلك، فأوحى الله إلى عيسى أني آخذهم بشرطي. فاعتزل عيسى والحواريون عن عسكرهم، فلما كان عند وجه الصبح بعث الله عز وجل جبريل عليه السلام فصاح عليهم صيحةً فزعوا فحولوا عن صورهم خنازير، فلما أصبحوا نادى منادي عيسى بالرحيل، وكان يرتحل بفلس، فلم يخرج من عسكر القوم، فأقام عيسى حتى أسفر، فنظر الناس إليهم فقالوا: يا عجباً خنازير لها أذناب يسمع لها وحاوح! فلما رأى ذلك عيسى بكى بكاءً شديداً. قال: فجعلوا يومون برؤوسهم إلى عيسى أن ادع ربك، وعيسى يدعوهم بأسمائهم ويقول: ألم أنهكم؟ فيومون برؤوسهم أن نعم، فمضى عيسى عليه السلام، فأوحى الله عز وجل إليه أن يقيم بمكانه ثلاثة أيام، فأقام عيسى، فاجتمع الناس ينظرون إليهم، ثم ارتحل عنهم، فأخذت الخنازير على إثر عيسى، فأوحى الله إلى الأرض أن خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم على المحجة أربعة أيام، ينظر الناس إليهم ثم أماتهم بعد سبعة أيام، ثم أوحى الله إلى الأرض أن اخسفي بهم، فخسفت بهم فطهر الله الأرض من خسيفتهم، فانكسرت اليهود أعداء الله، فقطعت