جوارحه على خطرٍ ... بنار الشوق تحترق
جفون حشوها الأرق ... تجافى ثم تنطبق
فأمرت بإحضار بنانٍ فحضر، وقدم إليه طعام، فأكل وشرب، وأتي بعود، فلما شرب اقترحت عليه الصوت فغناه، فأخذت دواةٌ ودرجاً وكتبت من مجزوء الوافر
أجاب الوابل الغدق ... وصاح النرجس الغرق
فهات الكأس مترعةٌ ... كأن حبابها حدق
تكاد لنور بهجته ... حواشي الكأس تحترق
فقد غنى بنان لنا ... " جفون حشوها الأرق "
فعدل بنان بلحن الصوت إلى شعرها، وغنانا فيه بقية يومنا.
كتبت عريب إلى محمد بن حامد الذي كانت تحبه تستزيره، فكتب إليها: إني أخاف على نفسي من المأمون فكتبت إليه: من المتقارب
إذا كنت تحذر ما تحذر ... وتزعم أنك لاتجسر
فمالي أقيم على صبوتي ... ويوم لقائك لا يقدر
فكتب إليها محمد بن حامد يعاتبها على شيء بلغه عنها، فاعتذرت إليه فلم يقبل عذرها فكتبت إليه: من المتقارب
تبينت عذري فما تعذر ... وأبليت جسمي وما تشعر
ألفت السرور وخليتني ... ودمعي من العين ما يفتر
فقبل عذرها وصار إليها.
دخلت بعض جواري المتوكل على عريب فقالت لها: تعالي ويحك قبلي هذا الموضع مني، فإنك ستجدين ريح الجنة منه، وأومأت إلى سالفتها، ففعلت وقالت: ما السبب في هذا؟ فقالت: قبلني الساعة صالح المنذري في هذا الموضع.