إلى تركته، فأخرج إليه سفط مختوم، وإذا فيه رقاع عريب، فجعل بتصفحها ويضحك فأخذت رقعةٌ فإذا فيها شعر لها: من المجتث
ويلي عليك ومنكا ... أوقعت في القلب شكا
زعمت أني خؤون ... جوراً علي وإفكا
ولم يكن ذاك مني ... إلا مجوناً وفتكا
إن كان ما قلت حقاً ... أو كنت حاولت تركا
فأبدل الله قلبي ... بفتكه الحب نسكا
دخلت عريب إلى المتوكل وقد نهض من علةٍ أصابته، وعاد إلى عاداته واصطحب، فغنت: من البسيط
شكراً لأنعم من عافاك من سقم ... كنت المعافى من الآلام والسقم
عادت بنورك للأيام بهجتها ... واهتز نبت رياض الجود والكرم
ما قام للدين بعد المصطفى ملكٌ ... أغف منك ولا أرعى على الذمم
فعمر الله فينا جعفراً ونفى ... بنور سنته عنا دحى الظلم
فطرب وشرب وأجلسها إلى جنبه، ولم تزل تغنيه إياه ويشرب عليه حتى سكر.
ودخلت عليه قبل نهوضه من العلة والحمى تعتاده، فقال لها: أنت مشغولةٌ عني بالقصف وأنا عليل! فقالت هذا الشعر: من الطويل
أتوني فقالوا بالخليفة علةٌ ... فقلت ونار الشوق توقد في صدري
ألا ليت بي حمى الخليفة جعفرٍ ... فكانت بي الحمى وكان له أجري
كفى حزناً أن قيل حم فلم أمت ... من الحزن إني بعد هذا لذو صبر
جعلت فداءٌ للخليفة جعفرٍ ... وذاك قليلٌ للخليفة من شكر