وشرفاً. وإن الأشقف قد حبسني، فأنا أحب أن تأتيه وتكلمه في إطلاقي. قال: قلت نعم، فذهبت إلى الأسقف، فانتسبت له وكلمته وطلبت إليه تخليته، فقال: مهلاً أعيذك بالله أن تكلم في مثل هذا. فإن لك موضعاً وشرفاً! وهذا ظالمٌ يشتم أعراض الناس فيهجوهم. فلم أزل به حتى قام معي فدخل عليه الكنيسة، فجعل يوعده ويرفع عليه العصا والأخطل يتضرع إليه وهو يقول له: أتعود؟ أتعود؟ فيقول: لا. قال إسحاق: فقلت له: يا أبا مالك تهابك الملوك ويكرمك الخلفاء، وذكرك في الناس! وعظم أمره، فقال: إنه الدين إنه الدين.
أنشد الأخطل قصيدته التي يقول فيها: من الكامل
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخراً يكون كصالح الأعمال
فقال له هشام بن عبد الملك: هنيئاً لك أبا مالك الإسلام - أو قال: أسلمت - قال: ما زلت مسلماً - يقول: في ديني.
وقال لعبد الملك: من البسيط
شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا
مثل الناس بينه وبين بيت جرير: من الوافر
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
وقال الأخطل في قصيدة: من البسيط
حشدٌ على الحق عن قول الخنا خرسٌ ... وإن ألمت بهم مكروهةٌ صيروا
بني أمية إني ناصحٌ لكم ... فلا يبيتن فيكم آمناً زفر