للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ما حاجتك؟ قال: ذلك لك - وكان النعمان ذا منزلةٍ من معاوية، كان معاوية يقول: يا معشر الأنصار تستبطئوني وما صحبني منكم إلا النعمان، وقد رأيتم ما صنعت به. ولاه الكوفة وأكرمه - فأخبر الأخطل فطار إلى يزيد. فدخل يزيد على أبيه معاوية فقال: يا أمير المؤمنين هجوني وذكروك، فجعلت له ذمتك على أن يرد عني، فقال معاوية للنعمان: لا سبيل إلى ذمة أبي خالد، فذلك حين يقول الأخطل من أبيات: من الطويل

أبا خالدٍ دافعت عني عظيمةٌ ... وأدركت لحمي قبل أن يتبددا

وأطفأت عني نار نعمان بعدما ... أغذ لأمرٍ فاجرٍ وتجردا

ولما رأى النعمان دوني ابن حرةٍ ... طوى الكشح إذ لم يستطعني وعردا

قال الأخطل: ما رأيت أعجب من قصتي وقصة جرير، هجوته بأجود هجاء يكون، وهجاني بأرذل شعر، فنفق فصار علماً! قلت فيه: من البسيط

مازال فينا رباط الخيل معلمة ... وفي كليبٍ رباط الذل والعار

النازلين بدار الهون مذ خلقوا ... والماكثين على رغمٍ وإصغار

قومٌ إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمهم بولي على النار

وهجاني جرير بأن قال: من الكامل

والتغلبي إذا تنحنح للقرى ... حك استه وتمثل الأمثال

فانظر كم بين الشعرين!.

<<  <  ج: ص:  >  >>