للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنت الذي شبهت عنزاً بقفرة ... لها ذنب فوق استها أم سالم

جعلت لها قرنين فوق جبينها ... ووطبين مسودين مثل المحاجم

وساقين إن يستمسكا منك يتركا ... بحاذك يا غيلان مثل المياسم

" أيا ظبية الوعساء بين جلاجلٍ ... وبين النقا أانت أم أم سالم "

فقال: نشدتك بالله إلا أخذت راحلتي هذه وما عليها ولم تظهري هذا لأحد. ونزل عن راحلته، فدفعها إليها وذهب ليمضي، فدفعتها إليه وضمنت له ألا تذكر لأحد ما جرى.

كانت وليمة عدي على مائدةٍ عليها إسحاق بن سويد وذو الرمة، فاستسقى ذو الرمة، فسقى نبيذاً، واستسقى إسحاق بن سويد فسقى ماء، فقال ذو الرمة: من البسيط

أما النبيذ فلا يذعرك شاربه ... واحفظ ثيابك ممن يشرب الماء

مشمرين على أنصاف سوقهم ... هم اللصوص وقد يدعون قراء

فقال إسحاق بن سويد: من البسيط

أما النبيذ فقد يزري بشاربه ... ولا ترى أحداً يزري به الماء

الماء فيه حياة الناس كلهم ... وفي النبيذ إذا عاقرته الداء

ثم قال لي الرمة: زد حتى نزيد قال ذو الرمة: بلغت نصف عمر الهرم، أنا ابن أربعين سنة. ولم يبق ذو الرمة بعد ذلك إلا قليلاً. ومات وهو شاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>