للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: ثم قال الأوزاعي: يا أمير المؤمنين من لم يمكنه أن يحسن خلقه، ولا يزيد في رزقه ولا يؤخر أجله ولا يصير نفسه حيث شاء، فأي شيء في يديه من المشيءة يا أمير المؤمنين؟! قال: صدقت يا أبا عمرو.

ثم قال له الأوزاعي: يا أمير المؤمنين! إن القدرية ما رضوا بقول الله عز وجل، ولا بقول الأنبياء، ولا بقول أهل الجنة، ولا بقول أهل النار، ولا بقول الملائكة، ولا بقول أخيهم إبليس. فأما قول الله عز وجل: " فاجتباه ربه فجعله من الصالحين " وأما قول الملائكة: " لا علم لنا إلا ما علمتنا " وأما قول الأنبياء فما قال شعيب: " وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت " وقال إبراهيم: " لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين " وقول نوح: " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم " وأما قول أهل الجنة فإنهم قالوا: " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن أهدانا الله " وأما قول أهل النار: " لو هدانا الله لهديناكم " وأما قول أخيهم إبليس: " رب بما أغويتني ".

قال أبو جعفر الخطمي:

بلغ عمر بن عبد العزيز كلام غيلان القدري، فأرسل إليه فدعاه فقال له: ما الذي بلغني عنك تكلم في القدر؟ قال: يكذب علي يا أمير المؤمنين، ويقال علي ما لم أقل. قال: فما تقول في العلم ويلك! أنت مخصومٌ، إن أقررت بالعلم خصمت، وإن جحدت العلم كفرت؛ ويلك! أقر بالعلم تخصم خيرٌ من أن تجحد فتلعن، ووالله لو علمت أنك تقول الذي بلغني عنك لربت عنقك، أتقرأ " يس والقرآن الحكيم " قال: نعم،

<<  <  ج: ص:  >  >>