سوف تذوق، قال من أستخلف في أهلي؟ قال: أعرض ذلك على السماوات والأرض والجبال. فعرض على السماوات، فأبت، وعرض على الأرض، فأبت، وعرض على الجبال، فأبت وقبله ابنه، قاتل أخيه. فخرج آدم من أرض الهند حاجاً، فما نزل منزلاً أكل فيه وشرب إلا صار عمراناً بعده. وجرى حتى قدم مكة، فاستقبلته الملائكة بالبطحاء، فقالوا: السلام عليك يا آدم، بر حجك، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام - قال أنس: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والبيت يومئذ ياقوتة جوفاء لها بابان، من يطوف يرى من في جوف البيت، ومن في جوف البيت يرى من يطوف " - فقضى آدم نسكه، فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم، قضيت نسكك؟ قال نعم يا رب، قال: فسل حاجتك تعط. قال: حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي. قال: أما ذنبك، يا آدم، فقد غفرناه حين وقعت بذنبك، وأما ذنب ولدك فقد عرفني، وآمن بي، وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه ".
عن سعيد بن المسيب: أن الله أمر آدم أن يفرق في النكاح من كل بطن هذا لتلك، وتلك لها حتى كان أمر هابيل وقابيل.
عن ابن عباس وكعب وعبد الله ابن سلام قالوا: ولدت حواء مع قابين جاريةً يقال لها لوذا أجمل بنات آدم، وولدت مع هابيل جارية يقال لها إقليميا، فخطبا إلى أبيهما، فقال: أنكحك يا هابيل لوذا، وقال لقابين: - ويقال قابيل، والله أعلم - زوجتك إقليميا، فقال قابين: ما أرضى بهذا، أختي أجمل، فقال آدم، إن الله أمرني أن أفرق بينكما في النكاح، فإن كنت لا ترضى فقربا قرباناً، فقربانكما سيقضي بينكما، قال: وكيف يقضي بيننا؟ قال: من يقبل قربانه فهي له.
قال آدم لجبريل: يا جبريل، أليس تاب الله علي؟ قال: بلى، قال، فما لي لا أسمع خفق أجنحة الملائكة كما كنت أسمعها في الجنة؟ قال: فانطلق جبريل إلى الله، وذلك بغيته، فقالت الملائكة: يا رب، ما فعل عبدك الذي خلقته بيدك، وأمرتنا بالسجود