للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له، وأسكنته الجنة؟ قال: إنه عصاني، فأخرجته من الجنة. فاشتاقت الملائكة إلى آدم، فقال جبريل: يا رب، إن آدم اشتاق الملائكة، فقال الله: يا جبريل، إن الملائكة قد اشتاقت إلى آدم كما اشتاق آدم إليهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كذلك الأرواح تتعارف ". قال الله: يا جبريل، انطلق بالبيت المعمور، فاهبط به إلى الأرض، وضعه في حرمي، وقل لآدم يحجه، ويوافي ملائكتي هناك. فجاء جبريل وهما يختصمان: قابين وهابيل، فأخبر آدم، فقال لهما آدم: قربا القربان. قال: وكان قابين صاحب زراعة، وهابيل صاحب غنم، فقرب هابيل كبشاً، وكان قائد عنمه يقال له: رذين، وهو الكبش الذي فدى الله به إسحاق. وقرب قابين من زوان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حرثه.

وفي رواية: جاء أحدهما بخير ماله، وجاء الآخر بشر ماله، فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما وهو هابيل، وتركت قربان الآخر، فحسده، فقال: " لأقتلنك ". وأما قوله: " إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك " فقيول:: " تبوأ بأثم قتلي وإثمك ". وأما قوله تعالى: " فبعث الله غراباً يبحث في الأرض "؛ فإنه قتل غراب غراباً، فجعل يحثو عليه، فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه: " يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين ".

وقيل: إن هابيل قرب مع الكبش زبداً ولبناً، فكانت النار تجيء من السماء ناراً بيضاء، فإذا أراد الله أن يقبل قرباناً عبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان وصاحبه، فتشم صاحب القربان، ثم تعدل إلى القربان، فتأكله، وإذا لم يتقبل الله قربان العبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان، فشمته، ثم عدلت عنه، فلم تأكله. قال قابين: قبل قربانك، ولم يتقبل قرباني، لأقتلنك أو تعتزل أختي وتدعها، قال: لا أفعل، " إنما يتقبل الله من المتقين "؛ يعني الذين يتقون سفك الدماء الحرام. قال: فجاءا إلى أبيهما،

<<  <  ج: ص:  >  >>