للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبراه، فقال لهما: إن الله قد فصل بينكما، فلا تشغلاني، ودعاني حتى أنطلق، فأقضي نسكي؛ فإن ربي أمرني أن أوافي الملائكة هناك، وقد زوجتكما. فمضى آدم. فقال قابين: لا أمشي في الناس، وتقول أخوتي: إن هابيل خير منك، فأراد قتله. فخاطبه أخوه يوماً إلى أن ذهب أكثر ذلك اليوم فقال: اتق الله يا أخي لا تقتلني، فقد علمت ما نزل بآدم حين عصى ربه، إنك أن قتلتني ألقى الله عليك الوحشة والمذلة، وصرت طريداً لا ترى شيئاً إلا راعك، ولا تسمع صوناً إلا خفت. فأبى إلا قتله، فقال له أخوه: " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك؛ إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك " يعني تستوجب بإثمي، وإثمك الذي عملت، " فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ". يقول الله جل وعز: " فطوعت له نفسه قتل أخيه، فقتله فأصبح من الخاسرين "، فلما انصرف آدم سأل عن ولده، ثم سأل عن هابيل وقابيل، فقالوا: قتل هابيل قابيل، قال لعنة الله. فأوحى الله إليه: إني قد لعنته.

عن ابن مسعود أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ثلاث هن أصل كل خطيئة، فاتقوهن، واحذروهن، وثلاث إذا ذكرن فامسكوا: إياكم والكبر؛ فإن إبليس إنما منعه الكبر أن يسجد لآدم عليه السلام، وإياكم والحرص؛ فإن آدم إنما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، وإياكم والحسد، فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسداً، فهن أصل كل خطيئة، فاتقوهن واحذروهن. والثلاث: إذا ذكر القدر فامسكوا، وإذا ذكر النجوم فامسكوا، وإذا ذكر أصحابي فامسكوا ".

عن ابن عباس قال: الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه، هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، فذبحه. قال: وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه، كان مخزوناً حتى فدى به إسحاق، وكان ابن آدم الآخر قرب حرثاً فلم يتقبل منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>