قال أبو عمرو بن الطوسي: قال لي أبي: غدوت إلى أبي عبيد ذات يوم، فاستقبلني يعقوب بن السكيت، فقال: إلى أين؟ فقلت: إلى أبي عبيد، فقال: أنت أعلم منه. قال: فمضيت إلى أبي عبيد، فحدثته بالقصة، فقال لي: الرجل غضبان، فقال: قلت: من أي شيء؟ قال: جاءني منذ أيام. فقال لي: اقرأ علي " غريب المنصف "، فقلت: لا، ولكن تجيء مع العامة، فغضب.
قال أبو بكر بن الأنباري: كان أبو عبيد يقسم الليل ثلاثاً؛ فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويضع الكتب ثلثه.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد، فقدمت، فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهدي، فقال: مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى الله عز وجل، وقال: ما دققت على محدث بابه قط لقول الله - عز وجل -: " ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم ".
وقال: إن من شكر العلم أن تقعد مع كل قوم، فيذكرون شيئاً لا تحسنه، فتتعلم منهم، ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر، فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمته، فتقول: والله ما كان عندي شيء حتى سمعت فلاناً يقول كذا وكذا، فتعلمته. فإذا فعلت ذلك فقد شكرت العلم.
قال موسى بن نجيح السلمي: جاء رجل إلى أبي عبيد القاسم بن سلام، فسأله عن الربابة، فقال: هو الذي