فقال له عمه: إنما حلفت أنك تقول شعراً، وقد قلته، فاخرج! فقال: والله لا خرجت من الماء أو أقول شعراً لنفسي. فما رام عن الماء حتى قال قصيدته المشهورة، وهي أول شعره، ثم غدا على عمه، فقال له: اجمع لي العشيرة ليسمعوا قولي، فجمع له العشيرة، ثم قام، فأنشد:" من الطويل "
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ... ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب
ثم قال له عمه: ثم ماذا؟ فقال:
ولم تلهني دار ولا ربع منزل ... ولم يتطربني بنان مخضب
فقال له عمه: ثم ماذا؟ فقال:
ولا أنا ممن يزجر الطير همه ... أصاح غراب أم تعرض ثعلب
ولا السانحات البارحات عشية ... أمر سليم القرن أم مر أعضب
فقال له عمه: فأي شيء؟ فقال:
ولكن إلى أهل الفضائل والنهى ... وخير بني حواء والخير يطلب
فقال له عمه: من ويلك!؟ فقال:
إلى النفر البيض الذين بحبهم ... إلى الله فيما نابني أتقرب