حدث عن عائشة أنها قالت: بينا أنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال: السام عليك. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" وعليك " قالت: فهممت أن أتكلم. قالت: ثم دخل الثانية فقال مثل ذلك، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" وعليك " قالت: ثم دخل الثالثة فقال: السام عليكم، قالت: قلت: بل السام عليكم وغضب الله إخوان القردة والخنازير، تحيون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما لم يحيه به الله! قالت: فنظر إلي فقال: " إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولاً فرددناه عليهم، فلم يضرنا شيئاً، ولزمهم إلى يوم القيامة. إنهم لا يحسدونا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين ".
قال يزيد بن سويد: أذن معاوية للأحنف، وكان يبدأ بإذنه، ثم دخل محمد بن الأشعث، فجلس بين معاوية والأحنف. فقال معاوية: إنا لم نأذن له قبلك فتكون دونه، وقد فعلت فعال من أحس من نفسه ذلاً، إنا كما نملك أموركم، نملك إذنكم، فأريدوا منا ما نريد منكم، فإنه أبقى لكم.
قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة:
محمد بن الأشعث بن قيس بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندي بن عفير. وأمه أم فروة بنت أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.