قال يعقوب بن جعفر: دخلت مع أبي على عمي محمد، وبين يديه صبي، وهو يمسح رأسه بيده من مقدمه إلى مؤخره. ثم أقبل على أبي فقال: هكذا يفعل بالولد إذا كان أبوه في الأحياء. فقال له أبي: إنهم والله يتمنون موتي وموتك، حتى يرثوني، ويرثوك. فقال عمي: فبلغهم الله ذلك - ثلاثاً - أما سمعت قول الشاعر: من البسيط
والنفس تحرص الدنيا وقد علمت ... أن السلامة منها ترك ما فيها
حدث الحسين بن محمد بن سلام مولى آل سليمان بن علي قال: لما احتضر محمد بن سليمان بن علي، كان رأسه في حجر أخيه جعفر بن سليمان، فقال جعفر: وا انقطاع ظهراه! فقال محمد: وا انقطاع ظهر من يلقى الحساب غداً! والله ليت أمك لم تلدني، وليتني كنت حمالاً، وأني لم أكن فيما كنت فيه! وحدث محمد بن سهل قال: وقف جعفر بن سليمان على قبر أخيه محمد لما دفن، فقال: اللهم إنا نخافك عليه، ونرجوك له. فحقق رجاءنا، وآمن خوفنا، إنك على كل شيء قدير.
مات محمد بن سليمان سنة ثلاث وسبعين ومئة.
روى أبو بكر الخطيب بإسناده إلى ابن عرفة قال: ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين - يعني ومئة - ففيها توفي محمد بن سليمان، وسنه إحدى وخمسون سنة وخمسة أشهر. وأمر الرشيد بقبض أموال محمد بن سليمان، فأخذ له ودائع وأموالاً من منزله كانت نيفاً وخمسين ألف ألف درهم.