قال عبد الرحمن بن أبي الموال: جد رياح بن عثمان في طلبهما يعني محمداُ وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن، ولم يدهن، واشتد في ذلك كل الشدة، حتى خافا، وجعلا يتنقلان من موضع إلى موضع، واغتم أبو جعفر بتغيبهما، فكتب إلى رياح بن عثمان أن يأخذ أباهما عبد الله بن حسن وإخوته حسن بن حسن وداود بن حسن وإبراهيم بن حسن ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وهو أخوهم لأمهم فاطمة بنت حسين، في عدة منهم..
قال عبد الرحمن بن أبي الموال:
وسجنت مع عبد الله بن حسن وأهل بيته، ووافى أبو جعفر الربذة منصرفاً من الحج، فسأل عبد الله بن حسن أبا جعفر أن يأذن له في الدخول عليه، فأبى أبو جعفر، فلم يزل حتى فارق الدنيا. قال: ثم دعاني أبو جعفر من بينهم، فأدخلت عليه، وعنده عيسى بن علي، فلما رآني عيسى، قال: نعم هو هو يا أمير المؤمنين، وإن أنت شددت عليه أخبرك بمكانهم، فدنوت، فسلمت، فقال أبو جعفر: لا سلم الله عليك ابن الفاسقين ابني الفاسق، الكذاب بن الكذاب. قلت: يا أمير المؤمنين، هل ينفعني الصدق عندك؟ قال: وما ذاك؟ قال: قلت امرأته طالق، وعلي وعلي إن كنت أعرف مكانهما، قال: فلم يقبل ذاك مني، وقال: السياط. فأتي بالسياط، وأقمت بين العقابين، فضربني أربع مئة سوط، فما عقلت بها حتى رفع عني. ثم وصل إلى أصحابي على تلك الحال. ثم بعث إلى الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وكانت ابنته تحت إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، فلما أدخل عليه، قال: أخبرني عن الكذابين