للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: المؤمل بن أميل مادح الأمير المهدي وشاعره. قال: إياك طلبت. فأخذ بيدي، فأدخلني على المنصور، وهو بقصر الذهب، فقال لي: أتيت غلاماً عراً، فخدعته؟! قال: بل أتيت غلاماً كريماً، فخدعته، فانخدع. قال: فأنشدني ما قلت فيه. فأنشدته: من الوافر

هو المهدي إلا أن فيه ... مشابه صورة القمر المنير

تشابه ذا وذا، فهما إذا ما ... أنارا يشكلان على البصير

فهذا في الظلام سراج نار ... وهذا بالنهار سراج نور

ولكن فضل الرحمن هذا ... على ذا بالمنابر والسرير

وبالملك العزيز، فذا أمير ... وماذا بالأمير ولا الوزير

ونقص الشهر يخمد ذا، وهذا ... منير عند نقصان الشهور

فيا بن خليفة الله المصفى ... به تعلو مفاخرة الفخور

لقد فت الملوك وقد توافوا ... إليك من السهولة والوعور

لقد سبق الملوك أبوك حتى ... بقوا من بين كاب أو حسير

وجئت وراءه تجري خبيباً ... وما بك حين تجري من فتور

فقال الناس ما هذان إلا ... كما بين الفتيل إلى النقير

فإن سبق الكبير فأهل سبق ... له فضل الكبير على الصغير

وإن بلغ الصغير مدىً كبيراً ... فقد خلق الصغير من الكبير

فقال: ما أحسن ما قلت، ولكن لا يساوي ما أخذت. يا ربيع حط ثقله، وخذ منه ستة عشر ألفاً، وخله والبقية. قال: فحط الربيع ثقلي، وأخذ مني ستة عشر ألفاً، فما

<<  <  ج: ص:  >  >>