ولم يرني الله الجليل محله ... أساعد إنساناً على قتل مسلم
ومن شاهد الأبطال في حومة الوغى ... وكان ضعيف القلب لم يتقدم
ومن يلتمس روح الحياة وطيبها ... وأحضر للهيجاء لم يتهجم
ولم يك موسى سيئ الرأي ساقطاً ... وقد فر خوفاً من توعد مجرم
ورامت يهودٌ قتل عيسى بن مريمٍ ... ففر حذار القتل عيسى بن مريم
وخاف رسول الله يوماً بمكةٍ ... فسافر يبغي مغنماً تبع مغنم
فمن أنا حتى لا أفر وإنما ... أفر كما فروا حذاراً على دمي
تغلغل في الأكراد للحين بجكمٌ ... فما أخطأت أرماحهم بطن بجكم
ألام على أني فررت ولا أرى ... قتيلاً وإن لم أخل من مترحم
وللحرب أقوامٌ يلذونها كما ... يلذ بحسن الوعد قلب المتيم
فدعهم بضرب الهام بالسيف ينعموا ... ودعني لنشر العلم في الناس أنعم
وما كل ذي ملكٍ يقاتل وحده ... فما لك للأعداء وحدك فاعلم
خصصت بإقدامٍ وبأسٍ وسطوةٍ ... تبين بها للناظر المتوسم
وفتيان صدقٍ لا يبالون من لقوا ... فقاتل بهم من شئت تغلب وتسلم
وما لي منكم غير أني أودكم ... وأدنو إليكم بالدعاء وأنتمي
وأشكو من الأيام صولة حادثٍ ... لجوجٍ ملحٍ دائم اللزمبرم
وأغلظ في الشكوى لكيما ترق لي ... وأحلف إن كذبتني في تظلمي
وحق رسول الله والعترة التي ... تحب فتنجي من عذاب جهنم
لقد صمت أياماً وما صمت طائعاً ... ولكنني صومت تصويم معدم
ولم يجر لي بالصوم في الدهر عادةٌ ... سوى ذلك الشهر الشريف المعظم
فصلني بألفٍ رابحٍ غير واثبٍ ... أصلك بشكرٍ واضحٍ غير مبهم
وها ذاك كيسي فارغاً قد حملته ... لتملأه فاملأه يا خير منعم