كليبٌ لعمري كان أكثر ناصراً ... وأيسر جرماً منك ضرج بالدم
فاقشعر منه، واقشعررت؛ فقال لها: غني غيره؛ فاندفعت تغني: من الطويل
هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما غدرت يوماً بكسرى مرازبه
بني هاشمٍ ردوا سلاح ابن أختكم ... فلا تنهبوه لا تحل مناهبه
بني هاشمٍ إلا تردوا فإننا ... سواءٌ علينا قاتلاه وسالبه
بني هاشمٍ كيف الهوادة بيننا ... وعند فلانٍ سيفه ونجائبه
فاندفعت تغني؛ فقال لها: ويحك، إنما أحضرتك لأسر بك مع عمي، فقد زدتني غماً وهماً؛ فاندفعت تغني: من المنسرح
أما ورب السكون والحك ... إن المنايا سريعة الدرك
ما اختلف الليل والنهار ولا ... دارت نجوم السماء في الفلك
إلا بنقل النعيم من ملكٍ ... قد انقضى ملكه إلى ملك
وملك ذي العرش دائمٌ أبداً ... ليس بفانٍ ولا بمشترك
فقال لها: أما تحسنين غير هذا؟ فقالت: والله يا سيدي ما أطلب إلا مسرتك، ولكن لساني ما يجري عليه غير هذا فقال لها: ويحك أبيني؛ فغنت: من البسيط
أبكى فراقهم عيني وأرقها ... إن التفرق للأحباب بكاء
ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم ... حتى تفانوا وريب الدهر عداء
فقال لها: ويلك أبيني؛ فغنت:
هذا مقام مطردٍ ... هدمت منازله ودوره
فرماها بعودٍ كان بين يديه، فوقع على قدح بلور كان محمد معجباً به، وكان يسميه