حدث أبو عبد الله نوح بن عمرو بن حوي السكسكي، قال: وجه إلي مالك بن طوق وهو أمير دمشق والأردن: بلغني أن دعبلاً عندك، فوجه به إلي. وقد كان دعبل مكنا في منزلي. فركبت إليه فخبرته أن عيني ما وقعت عليه؛ وذلك أني خفته عليه. فقال: بلى، يا أبا عبد الله، ما أردنا لمكروه وإن أفرط وتمادى في هجونا، الغلام مصير إليك بكيس فيه ألف دينار، ما برذون ندب بسرجه ولجامه فإن لا يكن عندك أحتلت في ايصاله إليه حيث كان والله أن لو هجاني إلى أن يموت ما رفعت رأساً بهجوه، وهو الذي يقول في بني خالد بن يزيد بن مزيد:" من الطويل "
تراهم إذا ما جئت يوماً تجدهمو ... كأنهم أولاد طوق بن مالك
حدث أبو الحسين علي بن الحسين بن السفر بن اسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل، الشاعر التغلبي، حدثني أبي، عن أبيه السفر بن اسماعيل - وكان يحضر مجلس مالك بن طوق التغلبي وهو على الإمارة بدمشق، قال: كان الواثق ولى مالك بن طوق إمارة دمشق والأردن، فمات الواثق وهو عليها، فأقره المتوكل مدة ثم عزله.
قال: وكان إذا جاء شهر رمضان نادى منادي مالك بن طوق بدمشق كل يوم على باب الخضراء، بعد صلاة المغرب - وكانت دار الإمارة في الخضراء في ذلك الزمان -: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتحة، فكل من شاء دخل بلا إذن وأكل، لا يمنع أحد من ذلك.
قال: وكان مالك بن طوق من الأسخياء المشهورين.
قال السفر بن اسماعيل:
وتوفي ابن لمالك بن طوق وهو بدمشق، فدفنه في وطأة الأعراب خارج باب الصغير، فلما رجع من المقابر أمر بنصب الموائد للناس. فقال له نوح بن عمرو بن حوي