للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبابك الدهر مفتوح لطارقه ... غيري ويطرق دوني حين أطرقه

إني أحبك فاسمع قول ذي ثقة ... ما المال مالك إلا حين تنفقه

والناس شتى فذو لؤم وذو كرم ... والعرض سور وبذل العرف خندقه

والسور ما لم يكن ذا خندق غدق ... بالماء هان على الراقي تسلقه

ها قد هززت وما في الهز منقصة ... والمسك يزداد طيباً حين تنشقه

بل قد كشفت قناع العتب معتذراً ... إلى السؤال فقل لي كيف أغلقه

فقال له: أغلقه، واقطع القول، وخذ البرذون بسرجه ولجامه.

حدث علي بن الحسين بن السفر، حدثني أبي عن أبيه. قال:

لما صرف مالك بن طوق عن دمشق. قال: ففي وقت رحيله عنها خرج إلى المسجد، وجلس في القبة التي في وسط جامع دمشق، ودعا بالذين لهم عليه الديون، وكان عليه لتجار أهل دمشق ثلاثون ألف دينار، فقال لهم ولجميع الناس: إني دخلت دمشق ومعي أموال كثيرة، وهو ذا أخرج عنها وعلي ثلاثون ألف دينار، دين لحقني في بلدكم، لأني صرفت هذا المال كله في الناس في بلدكم على الغني والفقير. ثم قال للدائنين: من شاء منكم أن يقيم في موضعه وأنفذ إليه ماله فعل، ومن شاء أن يخرج معي أكرمته، ووفيته حقه، وينصرف شاكراً إن شاء الله.

قال: فوفى لهم بما قال.

مات مالك بن طوق في شهر ربيع الأول سنة ستين ومئتين، وبالرحبة كانت وفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>