للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه. قلت: فإيصال رقعة؟ قال: ولا يمكن هذا، ولكن هو خارج اليوم إلى بستانه، فاكتب الرقعة وارم بها، في موضع أرانيه الحاجب. فكتب: " من المتقارب "

لعمري لئن حجبتني العبي ... د عنك فلن تحجب القافية

سأرمي بها من وراء الجدا ... ر شنعاء تأتيك بالداهية

تصم السميع وتعمي البصي ... ر ومن بعدها تسأل العافية

فكتبت بها ورميت في المكان الذي أرانيه، فوقعت بين يديه، فأخذها، ونظر فيها، وقال: علي بصاحب الرقعة. فخرج الخدم، فقالوا: من صاحب الرقعة؟ قلت: أنا؛ فأدخلت عليه. فقال لي: أنت صاحب الرقعة؟ فقلت: نعم. فاستنشدها، فأنشدته، فلما بلغت: ومن بعدها تسأل العافية. قال: لا، بل نسأل العافية من قبلها؛ ثم قال: حاجتك؛ فأنشدت أقول: " من الكامل "

ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي ... ماذا أصبت من الجواد المفضل

إن قلت أغاني كذبت وإن أقل ... ضن الجواد بماله لم يجمل

فاختر لنفسك ما أقول فإنني ... لابد أخبرهم وإن لم أسأل

فقال: إذا - والله - لا أختار إلا أحسنها، كم أقمت ببابي؟ قلت: أربعة أشهر. قال: تعطي بعدد أيامه ألوفاً. فقبضت مئة وعشرين ألف درهم.

حدث أبو الغوث ابن عبادة البحتري: أن أبا تمام حبيب بن أوس حدثه، أنه حضر مجلس مالك بن طوق، وقد عرضت عليه خيل له، فيها برذون حسن أعجب أبا تمام، فسأله أن يحمله عليه، فأراد مالك أن يولع به، فأخرجه عنه، فلما علم اختياره له قال أبو تمام، فسأله أن يحمله عليه، فأراد مالك أن يولع به، فأخرجه عنه، فلما علم اختياره له قال أبو تمام: اسمع ما جاء. فقال: وعلى هذه السرعة؟ قال: نعم؛ وأنشده: " من البسيط "

اسمع مقالي وخير القول أصدقه ... وإنما لك من ذي اللب منطقة

<<  <  ج: ص:  >  >>