للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأكاسرة ولا أحد ممن كان بعدهم غيري، وأنا باعث إليك بقطران عليها الأموال والهدايا يكون أولها عندك وآخرها عندي.

فلما أفضت الخلافة إلى عمر بعد ذلك بيسير، وهلك سليمان، أخذه عمر بهذه العدة لسليمان، فحبسه، فقدم مخلد ابنه، فلما صار بالكوفة أتاه حمزة بن بيض في جماعة من أهل الكوفة، فقام بين يديه، فقال:

أتيناك في حاجة فاقضها ... وقل مرحباً يجب المرحب

الأبيات.

قال: فكلمه في عشر ديات فأعطاه مئة ألف درهم، فلما دخل دمشق وأراد الدخول على عمر لبس ثياباً مستنكرة وقلنسوة لاطئة، فقال له عمر: لقد شمرت. قال: إذا شمرتم شمرنا، وإذا أسبلتم أسبلنا، ثم قال: ما بالك وقد وسع الناس عفوك حبست هذا الشيخ، فإن تكن عليه بينة عادلة فاحكم عليه، وإلا فيمينه، أو فصالحه على ضياعه.

فقال يزيد بن المهلب: أما اليمين فلا تتحدث العرب أن يزيد بن المهلب صبر عليها، ولكن ضياعي فيها وفاء لما تطلب.

ومات مخلد وهو ابن سبع وعشرين سنة، فقال عمر: لو أراد الله بهذا الشيخ خيراً لأبقى له هذا الفتى.

وقال غيره: إن مخلد بن يزيد أصابه الطاعون فملت.

وعن ابن عائشة، قال: لما مات مخلد بن يزيد بن المهلب صلى عليه عمر بن عبد العزيز، وتمثل: " من الكامل "

<<  <  ج: ص:  >  >>