والكتابة والشعر، وكان حافظاً للقرآن، حسن التلاوة له، كثير الصوم، شديد البأس والنجدة في الحرب، ونسخ بخطه سبعين ختمة بخط حسن.
حدثني ابنه أبو عبد الله محمد بن مرشد وكتبه لي بخطه، قال: مات عمي أبو المرهف نصر بن علي، وأوصى بشيزر لوالدي، فقال: لا وليتها ولا خرجت من الدنيا إلا كما دخلت إليها، فولاها أخاه أبا العساكر سلطان بن علي، فاصطحبنا أجمل صحبة مدة من الزمان، وأنا قد نشأنا، ولم يكن لعمي أبي العساكر ولد، فلحقه الحسد على كون أخيه له عدة من الولد، ولم يكن له سوى بنات، ثم رزق أولاداً صغاراً، فصار كلما رأى صغرهم ورأى أولاد أخيه قد سدوا مكان أبيهم تضاعف الحسد؛ فكتب إلى والدي شعراً فأجابه بقصيدة منها:" من الطويل "
ظلوم أبت في الظلم إلا تماديا ... وفي الصد والهجران إلا تناهيا
ولا ناسياً ما أودعت من عهودها ... وإن هي أبدت جفوة وتناسيا
شكت هجرنا والذنب في ذاك ذنبها ... فيا عجباً من ظالم جاء شاكيا
وطاوعت الواشين في وطالما ... عصيت عذولاً في هواها وواشيا
ومال بها تيه الجمال إلى القلى ... وهيهات أن أمسي لها الدهر قاليا
ولما أتاني من قريضك جوهر ... جمعت المعاني فيه لي والمعاليا
وكنت هجرت الشعر حيناً لأنه ... تولى برغمي حين ولى شبابيا
وأين من الستين لفظ مفوف ... إذا رمت أدنى القول منه عصانيا
ومنها:
ولبيت في الحرب الضروس بمهجتي ... على حرس عمي يجيب المناديا
ورصعت في علياك در مدائح ... تخال نجوم الأفق فيها قوافيا