للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كنت أديت ما للقوم مصطبراً ... للحق أحييت أحيانا وموتانا

لكن لحقت بأهل الشام ملتمساً ... فضل ابن هند وذاك الرأي أشجانا

فاليوم تقرع سن العجز من ندم ... ماذا تقول وقد كان الذي كانا

أصبحت تبغضك الأحياء قاطبة ... لم يرفع الله بالبغضاء إنسانا

فلما وقع الكتاب إليه علم أنه قد هلك، ولم يلبث التغلبيون إلا قليلاً حتى بلغهم هلاك صاحبهم حلوان، فأتوا مصقلة فقالوا: إنك بعثت صاحبنا فأهلكته، فإما أن تحييه وإما أن تديه. فقال: أما أن أحييه فلا أستطيع، ولكن سأديه. فوداه.

وبلغني أن مصقلة قال في ذلك: " من المتقارب "

لعمري لئن عاب أهل العراق ... علي انتعاشي بني ناجيه

لأعظم من عتقهم رقهم ... وأكفى بعتقهم عاليه

وزايدت فيهم لإطلاقهم ... وغاليت إن العلى غاليه

ثم إن معاوية بعد ذلك ولى مصقلة طبرستان، وبعثه في جيش عظيم، فأخذ العدو عليه المضايق، فهلك وجيشه، فقيل في المثل: حتى يرجع مصقلة من طبرستان.

عن مسلمة بن محارب، قال: مرض معاوية فأرجف به مصقلة بن هبيرة، وساعده قوم على ذلك، ثم تماثل معاوية وهم يرجفون به، فحمل زياد مصقلة إلى معاوية، وكتب إليه: إن مصقلة كان يجمع مراقاً من مراق العراق فيرجفون بأمير المؤمنين. وقد حملته إليك ليرى عافية الله إياك. فقدم مصقلة، وجلس معاوية للناس، فلما دخل مصقلة قال له معاوية: ادن، فدنا، فأخذ بيده وجيده، فسقط مصقلة، فقال معاوية: " من مجزوء الكامل "

أبقى الحوادث من خلي ... لك مثل جندلة المراجم

قد رامني الأقوام قب ... لك فامتنعت من النظالم

فقال مصقلة: يا أمير المؤمنين، قد أبقى الله منك ما هو أعظم من ذلك، حلماً وكلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>