يقول:" إنه أمين هذه الأمة ". ولو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته، ثم لقيت الله عز وجل فقال: من استخلفت على أمة محمد؟ قلت سمعت عبدك ونبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة "، ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، ثم قدمت على ربي فسألني: من وليت على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك ونبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين ".
قال مجاهد: لما فتح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة وسار إلى حنين استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بالناس، وخلف معاذ بن جبل يقرئهم القرآن ويفقههم.
قال معاذ: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن، فلما سرت أرسل في أثري فرددت، فقال:" أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئاً بغير علم فإنه غلول، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة، لقد أذعرت فامض إلى عملك ".
وقال: لقد أخذ بيدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمشى ميلاً ثم قال: " يا معاذ، أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحم اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام، وبذل السلام، ولزوم الإمام، والفقه في القرآن، والجزع من الحساب، وقصر الأمل، وحسن العمل.
وإياك أن تشتم مسلماً، وتصدق كاذباً، أو تعصي إماماً عادلاً، وأن تفسد في الأرض.
يا معاذ اذكر الله عند كل شجر وحجر، وأحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر والعلانية بالعلانية ".