للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يبعث يوم القيامة له رتوة فوق العلماء ".

عن أبي موسى: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال لهما: " يسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تنفرا " فقال له أبو موسى: إن لنا شراباً يصنع بأرضنا من العسل يقال له: البتع، ومن الشعير يقال له: المزر. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كل مسكر حرام ".

قال: فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: أقرؤه في صلاتي وعلى راحلتي قائماً وقاعداً ومضطجعاً، أتفوقه تفوقاً. فقال معاذ: لكني أنام ثم أقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. قال: فكأن معاذاً فضل عليه.

عن أم جهيش إحدى بني جذيمة، قالت:

بينا نحن بدثنية بين الجند وعدن إذ أقبل هذا، رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوافينا صحن القرية، فإذا رجل متوكئ على رمحه، متقلد السيف، متعلق حجفة، متنكب قوساً وجعبة، فتكلم وقال: إني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اتقوا الله، واعملوا بجد غير تعذير، فإنما هي الجنة والنار، خلود فلا موت وإقامة فلا ظعن، كل أمر عمل به عامل فعليه ولا له إلا ما ابتغى به وجه الله، وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح، انظروا لأنفسكم فأضروا لها بكل شيء ولا تضروا بها لشيء؛ فإذا رجل موفر الرأس، أدعج أبيض، براق وضاح.

عن أنس، أن معاذ بن جبل دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو متكئ فقال: " كيف أصبحت يا معاذ؟ " قلت: أصبحت بالله مؤمناً. قال: " إن لكل قول مصداقاً، ولكل حق حقيقة، فما مصداق تقول؟ " قلت: يا نبي الله، ما أصبحت صباحاً قط إلا ظننت أن لا أمسي، ولا أمسيت قط إلا ظننت أني لا أصبح، وما خطوت خطوة قط إلا ظننت أن لا أتبعها أخرى، وكأني أنظر إلى أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها ومعها نبيها وأوثانها التي كانت تعبد من دون الله، وكأني أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة. قال: " عرفت فالزم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>