عن عبد الله بن عمر بن العاص، أنه مر بمعاذ بن جبل وهو قائم على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه. قال له عبد الله بن عمرو: ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك. قال: فقال لي: يريد عدو الله أن يلفتني عن كلام سمعته من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال لي: تكابد دهرك في بيتك، ألا تخرج إلى المسجد فتحدث؟ وأنا سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" من جاهد في سبيل الله كان ضامناً على الله، ومن عاد مريضاً كان ضامناً على الله، ومن جلس في بيته، ولم يغتب أحداً كان ضامناً على الله ". وهو يريد يخرجني من بيتي إلى المسجد.
عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: خرج معاذ بن جبل يعود إنساناً، فجعل معاذ لا يمر بأذى في الطريق إلا أماطه، ومعه صاحب له فجعل صاحبه كلما رأى أذى أماطه. فقال معاذ: ما حملك على هذا؟ قال: الذي رأيتك تصنع. قال: أما إنه من أماط أذى في طريق كتبت له حسنة، ومن كتبت له حسنة دخل الجنة.
قال معاذ: ما بزقت عن يميني منذ أسلمت.
عن محفوظ بن علقمة، عن أبيه، أن معاذ دخل قبته فرأى امرأة تنظر من خرق في القبة فضربها.
قال: وكان معاذ يأكل تفاحاً ومعه امرأته، فمر غلام له فناولته امرأته تفاحة قد عضتها، فضربها معاذ.
عن عبد الله بن رافع، قال:
لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل، واشتد الوجع، فقال الناس لمعاذ: ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز. قال: إنه ليس برجز؛ ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص بها الله من يشاء منكم؛ أيها الناس، أربع خلال من استطاع أن لا يدركه شيء منهن فلا تدركه. قالوا: وما هي؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل، ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل: