الكافر ولا الكافر المسلم؛ وكان معاوية أول من قضى بأن المسلم يرث الكافر، وأن الكافر لا يرث المسلم؛ ثم قضى بذلك بنو أمية بعد معاوية حتى كان عمر بن عبد العزيز، فراجع السنة الأولى، وقضى بأن لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم، ثم رد ذلك هشام بن عبد الملك إلى قضاء معاوية، وبنو أمية بعد.
وقال الزهري: كانت السنة الأولى أن دية المعاهد كدية المسلم، فكان معاوية أول من قصرها إلى نصف الدية، وأخذ نصف الدية لنفسه.
وقال ميمون: أول من وضع شرف العطاء فصيرها إلى عشرين ألفاً، وأول من قتل صبراً معاوية.
وعن البراء قال: مر أبو سفيان بن حرب برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعاوية خلفه، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قنة، وكان معاوية رجلاً مستهاً فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم عليك بصاحب الأسنة.
قال محمد بن كعب: إنا لجلوس مع البراء في مسجد الكوفة إذ دخل قاص، فجلس فقص، ثم دعا للخاصة والعامة، ثم دعا للخليفة، ومعاوية يومئذ الخليفة، فقلنا للبراء: يا أبا إبراهيم! دخل هذا فدعا للخاصة والعامة، ثم دعا لمعاوية فلم نسمعك قلت شيئاً! فقال: إنا شهدنا وغبتم، وعلمنا وجهلتم، إنا بينا نحن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحنين إذ أقبلت امرأة حتى وقفت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إن أبا سفيان وابنه معاوية أخذا بعيراً لي فغيباه علي. فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً إلى أبي سفيان بن حرب ومعاوية: أن ردا على المرأة بعيرها. فأرسلا: إنا والله ما أخذناه، وما ندري أين هو. فعاد إليها الرسول فقالا: والله