للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء البريد بقرطاس يخب به ... فأوجس القلب من قرطاسه فزعا

قلنا لك الويل ماذا في صحيفتكم ... قالوا الخليفة أمسى مثبتاً وجعا

فمادت الأرض أو كادت تميد بنا ... كأن أعين من أركانها انقلعا

لما انتهينا وباب الدار منصفق ... لصوت رملة ريع القلب فانصدعا

من لا تزل نفسه توفي على شرف ... توشك مقادير تلك النفس أن تقعا

أودى ابن هند وأودى المجد يتبعه ... كانا تكونا جميعاً قاطنين معاً

أغر أبلج يستسقي الغمام به ... لو قارع الناس عن أحلامهم قرعا

وما أبالي إذا أدركن مهجته ... ما مات منهن بالبيداء أو ظلعا

ثم خطب يزيد الناس فقال: إن معاوية كان عبداً من عبيد الله، أنعم الله عليه ثم قبضع الله، وهو خير ممن بعده، ودون من قبله، ولا أزكيه على الله، هو أعلم به، إن عفا عنه فبرحمته، وإن عاقبه فبذنبه، وقد وليت الأمر من بعده، ولست آسى على طلب، ولا أعتذر من تفريط، وإذا أراد الله شيئاً كان. اذكروا الله واستغفروه. فقال أبو الورد العنبري يرثي معاوية: من الوافر

ألا أنعى معاوية بن حرب ... نعاة الحل للشهر الحرام

نعاه الناعجات بكل فج ... خواضع في الأزمة كالسهام

فهاتيك النجوم وهن خرس ... ينحن على معاوية الشآمي

<<  <  ج: ص:  >  >>