عينيه، ثم رب لابن أبي عبيد الله، فما زال يحتال ويدس إلى المهدي ويتهمه ببعض حرم المهدي حتى استحكم عند المهدي الظنة لمحمد بن أبي عبيد الله، فأمر فأحضر وأخرج أبو عبيد الله فقال: يا محمد! اقرأ. فذهب ليقرأ، فاستعجم عليه القرآن فقال: يا معاوية! ألم تعلمني أن ابنك جامع للقرآن؟! قال: قد أخبرتك، ولكنه فارقني منذ سنين، وفي هذه المدة التي نأى فيها عني ما نسي القرآن. قال: قم فتقرب إلى الله بدمه. قال: فذهب يقوم فوقع، فقال العباس بن محمد: إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تعفي الشيخ. ففعل، وأمر به فضربت عنقه.
قال: واتهمه المهدي في نفسه، فقال له الربيع: قتلت ابنه وليس ينبغي أن يكون معك، ولا أن تثق به. قال: فأوحش المهدي. وكان الذي كان من أمره وبلغ الربيع ما أراد.
قال عبد الله بن يعقوب: ضرب المهدي رجلاً من الأشعريين، فأوجعه، فتغضب أبو عبيد الله له، وكان مولى لهم وقال: القتل يا أمير المؤمنين أحسن من هذا. فقال له المهدي: يا يهودي! اخرج من معسكري لعنك الله! فقال: ما أدري إلى أين أخرج إلا إلى النار. قال: قلت يا أمير المؤمنين: من الكامل وأخو هناه مثلها يتوقع
دخل الربيع على المهدي وأبو عبيد الله جالس يعرض كتباً، فقال له أبو عبيد الله: يا أمير المؤمنين! يتنحى هذا - يعني الربيع - فقال له المهدي: تنح. قال: لا أفعل. قال: كأنك تراني بالعين الأولى. قال: بل أراك بالعين التي أنت بها. قال: فلم