تخفقان، واستين مكشوفتين، وسمعت حفزاناً شديداً؛ قال: هل رأيت كالملمول في المكحلة؟ قال: لا، قال: هل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها، قال: فتنح. وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ:" فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون " فقال المغيرة: اشفني من الأعبد، قال: اسكت أسكت الله نأمتك! والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجاري.
انبثق بثق في مسهراة، فركب عمار بن ياسر في أناس من أهل الكوفة وقال: ندخل دوابنا مرابطكم فقالوا: لا. وأبو عليه، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال: لأبعثن عليهم رجالاً لا يمنعونه أن يدخل الدواب مرابطهم، فبعث المغيرة بن شعبة فقال: جلدة للمسلمين.
يروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: ما تقولون في تولية ضعيف مسلم، أو قوي فاجر؟ فقال له المغيرة: المسلم الضعيف إسلامه لك، وضعفه عليك وعلى رعيتك، وأما القوي الفاجر ففجوره عليه، وقوته لك ولرعيتك. فقال له عمر: فأنت هو، وأنا باعثك يا مغيرة. فكان المغيرة على الكوفة سنة وثلاثة أشهر. وغزا أذربيجان سنة عشرين، وصالح أهلها؛ وكفروا بعد ذلك في ولاية عثمان، فغزا الأشعث بن قيس، ففتح حصوناً لهم بما جروان، ثم صالحوه على صلح المغيرة، فأمضى ذلك لهم.
وعن المغيرة قال: أنا أول من رشا في الإسلام؛ قال: كنت آتي فأجلس في الباب أنتظر الدخول على