فذكر ذلك لعمرو فقال: خدعني. فأتى معاوية، فقال: بعثت المغيرة إلى العراق؟ قال: نعم، هذا عملك، غلبتني على عبد الله فلم أجد منه بداً. فقال عمرو: فتأمنه على المال؟ قال: ما ترى؟ قال: أرى أن تبعث على الأموال رجلاً فلا يقدم المغيرة منه على قليل ولا كثير إلا بأمرك. ففعل معاوية ذلك، فقال المغيرة حين جاءه ذلك: قد استوفى بعض الستيفاء ولم يبلغ الذي بلغنا.
قال ابن شوذب: أحصن المغيرة بن شعبة أربعاً من بنات أبي سفيان، وكان آخر من تزوج بها عرج، فلما خطبها قال له معاوية: إنها ضمنة، قال: إني لست أريد أراهن عليها، إنما أردت بنات أبي سفيان. فزوجه إياها.
وعن عوانة قال: ذكر عمر شيئاً، فقال المغيرة: الرأي فيه كذا كذا، فقال: وما أنت والرأي! إذا جاء الرأي غلبك عليه عمرو ومعاوية.
وعن عامر قال: القضاة أربعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري. والدهاة أربعة: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد.
وفي حديث آخر: المغيرة بن شعبة لم يأخذ عقدة إلا حلها.
قال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة بن شعبة، ولو أن مدينة لها ثمانية أبواب، لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها كلها.
قال المغيرة بن شعبة: ما غلبني أحد في الدنيا إلا غلام من بلحارث بن كعب، فإني خطبت امرأة فقال لي: لا تردها، فإني رأيت رجلاً يقبلها. فانصرفت عنها، فبلغني أنه تزوجها، فلقيته