وكا المغيرة سخياً، وكان يعمل الخبيص بمكة على الأنطاع فيضعه الناس، ويعمل جفان الثريد فيضعها في زقاق الفول. وكان يطعم بمنى خمسة أيام الحيس، يعمل ستين وسقاً سويقاً، وستين وسقاً تمراً، وخمسة عشر راوية سمناً ووقف عليه مالاً له إلى اليوم.
قال مصعب بن عثمان: عجب الناس بالكوفة لطعام المغيرة بن عبد الرحمن فقال: والله لقد اقتصرت كراهة أن يضع ذلك من أخي عمر، إذ كان يسكنها.
قال أبو بكر بن عياش: رأيت ثريد المغيرة بن عبد الرحمن بالكوفة يطاف بها على العجل.
قام اليسع بن المغيرة يوماً على جفنة أبيه، فأحسن ماكللها بالسنام، فنظر إليها المغيرة فأعجبته، فأعطاه ستين ديناراً، وكان ينحر في كل يوم جزوراً، وفي كل جمعة جزورين.
مر إبراهيم بن هشام بثردة المغيرة بن عبد الرحمن وقد أشرفت على الجفنة، فقال لغلام للمغيرة: يا غلام! على أي شيء نصب هذا الثريد على العمد؟ قال له الغلام: لا، ولكن على أعضاد الإبل. فبلغ ذلك المغيرة، فأعتق الغلام. وكان إبراهيم بن هشام إذا مر بثريد المغيرة أمسك على أنفه، يري الناس أنها منتنة.
وكان بالمدينة مجنونة يقال لها أم المشمعل تمر بالذين يصنعون السرفي بالمدينة، فتنزع درعها ثم تغمسه في مركن من مراكن السرفي، فيصاع عليها فتقول: أليس هذا حيس المغيرة؟.