الآن يأتي فيطوف، فإذا فرغ من طوافه أتى الحجر ليصلي فيه، فكوني فيه. حتى إذا أتى الحجر ليصلي فيه فأخذت بثوبت فقالت له: أي أخي! قدمت، فبعثت رسولي فحجبته، وجئت إليك فحجبتني، أرغبت عن ابن الزبير؟ قال: إني لا أرغب عنه، ولكنك قضيت علي بشيء لم تشاوريني فيه. قالت: مفا الذي تريد؟ قال: أريد أن يجعل أمرها بيدي. فبعثت إلى ابن الزبير فأعلمته بذلك. قال: قد جعلت أمرها بيده. فأخرته بذلك. قال: قد أجزت ما صنعته. فوالله ما أعدى ولا أجدى بشيء.
وخلف على حفصة بعد المنذر حسين بن علي بن أبي طالب.
تزوج الحسن بن علي حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان المنذر بن الزبير قد هو بها فأبلغ الحسن عنها شيئاً، فطلقها الحسن، فخطبها المنذر، فأبت أن تزوجه وقالت: شهر بي. فخطبها عاصم بن عمر بن الخطاب، فتزوجها فرقى إليه المنذر أيضاً شيئاً، فطلقها، ثم خطبها المنذر، فقيل: تزوجيه، فيعلم الناس أنه كان يعضهك. فتزوجته، فعلم الناس أنه كذب عليها، فقال الحسن لعاصم بن عمر: انطلق بنا حتى نستأذن المنذر فندخل على حفصة، فاستأذناه فشاور أخاه عبد الله بن الزبير فقال: دعهما يدخلان عليها. فدخلا فكانت إلى عاصم أكثر نظراً منها إلى الحسن، وكانت إليه أنشط في الحديث، فقال الحسن للمنذر: خذ بيدها. فأخذ بيدها، وقام الحسن وعاصم فخرجا، وكان الحسن يهواها، وإنما طلقها لما رقى إليه المنذر، فقال الحسن وعاصم فخرجا، وكان الحسن يهواها، وإنما طلقها لما رقي إليه المنذر، فقال الحسن يوماً لابن أبي عتيق - وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر وحفصة عمته -: هل لك في العتيق؟ قال: نعم. فخرجا، فمرا على منزل حفصة، فدخل إليها الحسن، فتحدثا طويلاً ثم خرج، ثم قال بعد ذلك بأيام لابن أبي عتيق: هل لك في العتيق؟ قال: نعم. فخرجا، فمرا بمنزل حفصة، فدخل الحسن، فتحدثا طويلاً، ثم خرج ثم قال الحسن مرة أخرى لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ فقال: يابن أم! ألا تقول: هل لك في حفصة.