كتب يزيد بن معاوية للمنذر بن الزبير: إلى عبيد الله بن زياد بإنفاذ قطائعه، فأنفذها له عبيد الله وأقطعه زياد فيها، وورد على يزيد بن معاوية خلاف عبد الله بن الزبير له وإباؤه بيعته، فكتب إلى عبيد الله بنم زياد أن عبد الله بن الزبير أبي البيعة وصار إلى الخلاف، وقبلك أخوه المنذر فاستوثق منه وابعث به إلي. فورد كتابه على عبيد الله بن زيا بذلك، فأخبر المنذر بما كتب به يزيد وقال: اختر مني إحدى خلتين: إن شئت اشتملت عليك، ثم كانت نفسي دون نفسك؛ وإن شئت فاذهب حيث شئت، وأما أكتم الكتاب ثلاث ليال، ثم أظهره وأطلبك، فإن ظفرت بك بعثتك إليه. فاختار أن يكتم الكتاب ثلاث ليال. ففعل، وخرج المنذر، فأصبح بمكة صبح ثامنة من اللالي، فقال بعض من يزجر معه: من مجزوء الرجز
فاستن قبل الصبح ليلاً مبكراً
حتى إذا الصبح انجلى فأسفرا
أصبحن صرعى بالكثيب حسرا
لو يتكلمن شكون المنذرا
فسمع عبد الله بن الزبير صوت المنذر على الصفا وابن الزبير في المسجد الحرام فقال: هذا أبو عثمان حاشته الحرب إليكم. وقال: من الطويل
جررت على راجي الهوادة منهم ... وقد تلحق المولى العنود الجرائر
قال محمد بن الضحاك: كان المنذر بن الزبير وثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام يقاتلان أهل الشام