وعن ميمون بن مهران قال: قال لي ابن عباس: يا ميمون، لا تشتم السلف، وادخل الجنة بسلام.
قال ميمون بن مهران: رجلان لا تصحبهما: صاحب مأكل سوء وصاحب بدعة.
وقال: رجلان لا تعظهما، ليس تنفعهما العظة: رجل قد لهج بكسب خبيث، وصاحب هوى قد استغرق فيه.
قال فرات بن سلمان: انتهينا مع ميمون بن مهران إلى دير القائم فنظر إلى الراهب فقال لأصحابه: فيكم من بلغ من العبادة ما بلغ هذا الراهب؟ قالوا: لا، قال: فما ينفعه ذلك ولم يؤمن بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالوا: لا ينفعه شيء، قال: كذلك لا ينفع قول إلا بعمل.
قال فرات بن سلمان: كنت في مسجد ملطية، فتذاكرنا هذه الأهواء، فانصرفت إلى منزلي، فألقيت نفسي فنمت، فسمعت هاتفاً يهتف: الطريق مع ميمون بن مهران.
قال جعفر بن برقان: لم يكن لميمون بن مهران مجلس في المسجد يعرف.
دخل ميمون بن مهران على سليمان بن عبد الملك أو هشام منزله فلم يسلم عليه بالإمرة، فقال له: يا أمير المؤمنين، لا ترى أني جهلت، ولكن الوالي إنما يسلم عليه بالإمرة إذا جلس للناس في موضع الأحكام.
استعمل عمر بن عبد العزيز ميمون بن مهران على الجزيرة، على قضائها وخراجها، فكتب إليه ميمون يستعفيه، وقال: كلفتني ما لا أطيق، أقضي بين الناس، وأنا شيخ كبير ضعيف رقيق.
فكتب إليه عمر: اجب من الخراج الطيب، واقض بما استبان لك، فإذا التبس عليك أمر فارفعه إلي، فإن الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمر تركوه ما قام دين ولا دنيا.